توأمان أميركيتان ملتصقتان عند الرأس وكل واحدة منهما ترى بعيني الثانية


مازال أطباء المخ والأعصاب يقفون حائرين ومندهشين إزاء كيفية توصيف حالة توأمين أميركيتين ملتصقتين عند مؤخرة الرأس، وذلك بعد مرور نحو 4 سنوات على مولدهما.

ويرجع سبب حيرة الأطباء إلى أنهم لم يستطيعوا حتى الآن تحديد ما إذا كان لكل توأم منهما مخ منفصل خاص به أم أنهما مشتركتان في مخ واحد. وبتعبير آخر: هل هما شخصان مستقلان (مع كونهما ملتصقتين)، أم أنهما شخص واحد له جسدان؟
فكما هي حال أي توائم ملتصقة، هناك اختلافات شخصية بين التوأمين كريستا وتاتيانا. ومن بين تلك الاختلافات – على سبيل المثال – ان الأولى تعشق مذاق كاتشب الطماطم بينما تكرهه توأمها. لكن الأمر المحيّر هو أنه عندما تأكل إحدى التوأمين طعاما فإن شقيقتها تشعر فورا بمذاق ذلك الطعام على لسانها.


وتقول أمهما فيليسيا سيمز انها لاحظت ذلك عندما كانت تقوم في أحد الأيام باطعام كريستا كاتشب طماطم فما كان من توأمها تاتيانا إلا أن بدأت في البصق والبكاء مطالبة بعدم اطعامها ذلك الشيء!
وازدادت دهشة وحيرة الأطباء المعالجين للتوأمين عندما اكتشفوا ان كل واحدة منهما تستطيع أن ترى بعيني شقيقتها. فعند اغماض عيني كريستا مع إبقاء عيني تاتيانا مفتوحتين، لاحظ الأطباء أن كريستا تستطيع أن «ترى» أي شيء في مرمى بصر تاتيانا.

ويقول الأطباء التابعون لمستشفى جامعة «بريتش كولومبيا» الأميركية أن معنى ذلك هو أن الشقيقتين تتشاركان مركز إبصار واحداً في المخ على الرغم من انه قد يكون لكل واحدة منهما مركز تذوّق منفصل بدليل ان إحداهما تحب الكاتشب بينما الأخرى تكرهه. ولعل هذا هو الذي يجعل الأطباء غير قادرين على ما إذا كانت التوأمان مشتركتين في مخ واحد أم ان لكل واحدة منهما مخا منفصلا خاصا بها.

من خلال تجارب إضافية، اكتشف الأطباء ان كل واحدة من التوأمين تستطيع أن تسمع من خلال أذني شقيقتها. فلدى وضع سدادات عازلة للصوت على أذني إحدى التوأمين مع إبقاء أذني شقيقتها مفتوحتين، اتضح أن الأولى تبقى قادرة على السماع بشكل طبيعي.
وعلى الرغم من أنهم لم يتوصلوا إلى قرار حاسم حتى الآن، فإن الأطباء يميلون إلى الاعتقاد بأن التوأمين الملتصقتين تتشاركان في جزء من المخ يُعرف تشريحياً باسم thalamus (المهاد البصري)، وهو الجزء الذي يتولى مهمة ارسال المعلومات والإشارات والوظائف الحسّية والحركية من وإلى القشرة المخيّة.
ويرى الأطباء أن هذا التصور هو الأقرب إلى تفسير كون كل واحدة من التوأمين تستطيع أن ترى بعيني الأخرى وأن تسمع بأذني الأخرى، كما انهما ربما تتشاركان في مراكز عصبية ومخية أخرى لم يتم اكتشافها بعد.



0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More